هناء الحمادي (أبوظبي)

لم تتوقف عيناها عن مشاهدة ما تصنعه أنامل والدتها، فقد كانت تراقب حركاتها وطريقة مزجها للكثير من البهارات المحلية، والتي يطلق عليها «البزار العربي»، خاصة التي تصنع منزلياً، والتي تتميز بالنكهة التي تزيد الأطباق مذاقاً شهياً، إنها وحيدة الأحمد (ربة بيت)، والتي لا تكتمل طبخاتها إلا بالبهارات التي تعدها بأناملها من المنزل، لما لها من شكل ورائحة وطعم يميزها عن بقية بهارات الأسواق، وعن ذلك، تقول «لكل ربة منزل بهارات خاصة بها تسمى «بزار» الذي يتكون من مجموعة من البهارات التي تميز امرأة عن أخرى، فهناك من تفضل الإكثار من الهيل، وأخرى تفضل القرفة، وثالثة تفضل الزعفران وهكذا، والأمر كله يعود لربة المنزل وعائلتها والمذاق والنكهة التي تريد إضفاءها على أطباقها.

بهارات منزلية
من تجربتها في عالم البهارات، تنصح وحيدة صاحبة حساب في إنستغرام (dkekeeen)، بعدم الاعتماد على شراء البهارات من الخارج، ومن الأفضل لربة المنزل أن تقوم بتحضيرها بنفسها، أو تستعين بأحد المتخصصين الموثوق بهم، لاسيما أن هناك سيدات يفضلن شراءها من الأسواق، الأمر الذي لا ترشحه على الإطلاق، مضيفة: «تحضير البهارات في المنزل يكون أكثر نظافة، والذي يمكن أن تفتقده البهارات الخارجية إلى جانب حمسها جيداً وتنقيتها».
وتضيف: منذ انطلاق المشروع لاحظت إقبال الكثير من ربات البيوت على شراء البهارات التي أصنعها، وقد وصفها الجميع بالمميزة، نظراً لأنها تُصنع في المنزل يدوياً، وبطريقة تقليدية معروفة، وبإشادة الجميع بالرائحة التي تختلف عن البهارات التي تباع في السوق.

«الآجار» و«الدقوس»
في الوقت ذاته لا تتوقف إبداعات الأحمد على صنع البهارات، بل لديها خبرة كافية في إعداد «الآجار» بمختلف نكهاته، مبينة «ينفرد مشروع (دكيكين) بجودته، فمعظم خلطاته تحمل عبق الماضي، معترفة أن الآجار اليوم أصبح ضيفاً دائماً على سفرة الطعام، ويمكن للبعض أن يستعمل تلك الخلطات بوضعها في الساندويتش، أو السلطات، أو بعض الأكلات الإماراتية، ليضيف للطعم نكهة شهية.
وحتى تكتمل نكهة الأكلات الشعبية، فإن وضع قطرات من السمن المحلي يعطي للأكلات مذاقاً مختلفاً، موضحة: صناعة السمن المنزلي تحتاج إلى الكثير من المهارة والخبرة، حيث يتطلب الصبر ليخرج بشكل لذيذ يضاف إلى الأكلات الإماراتية، حيث يعطي رائحة شهية وطعماً لذيذاً، كما تعد الأحمد «الدقوس» الإماراتي وعصير الليمون المخلل، ليضفي عليها نكهة مختلفة على المطبخ الإماراتي.

«الرنجينة»
وتجد وحيدة الأحمد سعادتها حين تعد تلك الأطباق، لأنها تدفعها إلى الحنين للماضي والتراث القديم خلال صنع بعض الأكلات التراثية التي تتربع على المائدة، خاصة طبق «الرنجينة»، الذي يضفي على الأكلات المذاق والطعم اللذيذ، وتوضح: الرنجينة لا تحتاج إلى الكثير من الوقت، حيث يتم مزج الطحين والهيل والسمن فوق التمر الخالي من النوي، ثم يتم وضع الرنجية في قوارير خاصة، استعداداً لبيعها للزبائن.